top of page
  • Writer's picturefatima

العادات والتقاليد والقانون


تتمتع الأمة العربية بخصلة فريدة تميزها عن باقي أمم الأرض، وهي كثرة الأنظمة والقوانين فيها، بل والتشريعات السماوية وغير السماوية، وفي إحدى البلدان العربية تدمج الشريعة الإسلامية بالقوانين الفرنسية والإنجليزية، وتضع دستورها كخليط من بين دساتير عدة من مختلف دول العالم، ولديها نظام المحاماة وهو عريق وقديم، ورغم كل هذا فإنهم وحسب مواطني هذا البلد تصدر بين وقت وآخر تعاميم تشبه القانون، والمشكلة أنه في كثير من الأحيان تتعارض هذه التعاميم وتتقاطع مع قانون صادر ومطبق منذ سنوات طويلة، ونحن نعلم بأن التعميم قد تصدره وزارة تلزم به موظفيها، أو حتى إدارة تلزم العاملين لديها بتطبيقه، وعند كتابة وإعداد مثل هذا التعميم فإنه يتم عادة بعيداً عن المتخصصين في الشأن القانوني أو بعيداً عن خبراء الأنظمة. في كثير من دول الخليج لدينا أنظمة وقوانين واضحة تنظم المعاملات كافة، وهي أنظمة يتم نشرها وتوضع الآليات لتنفيذها، لكن في المقابل لدى بعض هذه الدول مشكلة التعاميم، ولعلها أوضح ما تكون في مجال التعليم، فمن خلال شبكة التواصل الاجتماعي ومن صديقات يعملن في مهنة التعليم، بل وفي مناصب قيادية، أسمع شكوى دائمة من كثرة التعاميم التي تصدر، ويتم توقيع المعلمات عليها بالعلم لضمان التنفيذ، وهذه بحق مشكلة وهذا يعني أن القانون العام المنظم فيه خلل وغير وافٍ أو غير كامل، أو أنه يوجد جهل وعدم معرفة أنه يوجد قانون يكفي الرجوع إليه دون الحاجة للمزيد من التعاميم. الوضع أكثر غرابة عندما تتداخل العادات والتقاليد مع قوانين صارمة يفترض أن تطبق على الجميع دون استثناء. لن أذهب بعيداً، حيث تحكي صديقة عربية عن قصة شاب قريب لها ارتكب جملة من الحوادث المرورية في بلدها ويفترض أن يمكث في السجن أياماً عدة للتحقيق دون فرصة لإطلاق سراحه حتى ولو بكفالة، نظراً إلى شناعة الاستهتار وعدم المبالاة، فضلاً عن جملة الحوادث التي ارتكبها. تقول إنه أُطلق سراحه من التوقيف في الليلة نفسها، والسبب أن والده ومجموعة من الأقارب طلبوا فزعة مدير قسم الشرطة، وهذه من العادات والتقاليد، فتم إطلاق سراح الشاب المستهتر من التوقيف. هنا نحن نرفض مثل هذه العادات والتقاليد، فالعادات التي نعتز بها هي تلك التي تعزز أمن بلادنا، هي تلك التي تجعل الجميع سواسية أمام مظلة العدالة والقانون، وما سواها فلله الحمد والشكر لا نعرفها في هذه البلاد الحبيبة. f.mazroui@alroeya.com

----------------------------------------------------- -

لقراءة المقال من المصدر اضغط الرابط التالي:


5 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page