top of page
  • Writer's picturefatima

الطاقة التي عرفها الإنسان منذ القدم


كثيرون هم من يعتقدون ويحسبون أن مفهوم الطاقة جديد، أو أنه نتاج لتطور البشرية في المائتين عام الأخيرة، ومثل هذا الظن، غير صحيح نهائيا، فالطاقة بل واستخدامها قديم قدم البشرية نفسها، وقد يصدم البعض عندما يعلموا أنها نبعت وجاءت مرافقة للإنسان، وأنها كانت لصيقة بتطوره ومسيرته على كوكب الأرض.

فقد أدرك الإنسان مبكرا أنه لن يستطيع الصمود والاستمرار في الحياة إذا لم يكن يتمتع بقوة كافية يستمد هذه القوة من الطعام الصالح للأكل، وهو ما يعني فهم لحاجة الجسد للطاقة، صحيح أن ذلك الإنسان القديم لم يكن يعرف المصطلحات والمسميات كالطاقة ونحوها، ولكنه علم أنه يحتاج للطعام والغذاء الجيد، ليتمكن من الصيد والزراعة ومقاومة الضواري في البرية أو حتى الهروب من المفترسات بسرعة وخفة، لذا في دراسات حول غذاء الإنسان البدائي، يقال أنها كانت عبارة عن وجبات مشبعة تحتوي على الدهون والطعام الكامل الدسم، لأن هذه الأطعمة هي التي كانت تتواكب مع الحركة المستمرة لهذا الإنسان والنشاط البدني المضني والمستمر الذي يقوم به.

لكن هذا الفهم القديم للطاقة وأثرها أمتد لما هو خارج الجسم، حيث أدرك الإنسان الأول، أثر أشعة الشمس على حياته برمته، ومن خلال الملاحظة فهم أن الشمس مهمة للحياة بكاملها، وفي حقبة تالية تطورت ملاحظات الإنسان هو يشاهد ما تحدثه النار من هشيم في الغابات التي تلتهم بسبب الجفاف أو الصواعق، وهناك نظريات تتحدث عن كيفية اكتشاف الإنسان للنار، ونظريات أخرى تتحدث عن كيفية اكتشاف أثر النار في طهي الطعام وشوي لحم الحيوانات، وهي الجوانب التي يعتقد العلماء أنها أحدثت نقله مدوية في مسيرة البشرية وقفزة بها نحو الرقي والتمايز عن المخلوقات على كوكب الأرض.

حيث يرى البعض من العلماء أن تسخير الإنسان للنار، بدأت بأخذ هذه النار وهي مشتعلة، من الغابات التي اشتعلت فيها النار بسبب عوامل طبيعية، ثم العمل على إبقائها مشتعلة، فهو في البداية لم يعرف كيف يوقدها، لكنه أدرك أن قوتها عظيمة، ومن هذه القوة خوف الحيوانات المفترسة منها والهروب بعيدا عنها، لذا استأنس الإنسان بالنار وقربها منه وجعلها دائما متقدة ولا تنطفئ، ولعل من هذا يأتي المغزى من شعلة الأولمبياد الرياضية التي تبقى فيها النار متقدة ومشتعلة دائما وتنقل من يد لأخرى، ومن دولة للثانية. وفي هذا الإطار يرى البعض من العلماء أن اكتشاف الإنسان لأثر النار على اللحم وأن طبخ وشواء اللحم أفضل من أكله نئيا، جاء أيضا وفق هذه الملاحظات دون بحث أو دراسة، فإنسان بعد أن يعم الحريق الغابات كان يعود الإنسان للتجول فيها، وكان يرى ما يحدث من دمار في الغابة، وفي اللحظة نفسها يشاهد البعض من الحيوانات التي لم تتمكن من الهروب من ألسنت اللهب، وقد شويت، وينبعث منها رائحة طعام زكية، فكان يأخذها ويتذوقها ووجد أن اللحم أطرى وأفضل بعد حرقه بالنار، ومن هنا تطورت عمليات الطهي وطبخ الطعام، هذه جميعها نظريات تم بنائها على كشوف أثرية ورسومات في الكهوف، وأواني حجرية ونحوها من المصادر الأثرية، لكن لا أحد يجزم بصحتها حتى اليوم.

لكن المهم في هذا السياق، هي الطاقة وأثرها الواضح في حياة الإنسان، ومعرفة الإنسان بوجودها، رغم جهله في كيفية تسخيرها لخدمته، مثل الطاقة الشمسية، التي لم يتم العمل على محاولة تسخيرها لخدمة البشرية في إلا في أواخر القرن الماضي، ولازالت حتى يومنا الجهود مستمرة لتكون بديلا عن الطاقة الأحفورية السائدة المؤذية لكوكب الأرض بأدخنتها، وباعتبار الطاقة الشمسية طاقة نظيفة ومفيدة للبيئة.


12 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page